
سعى حاسدوه لإبعاده عن إخوته وأصحابه فنجح مسعاهم لدرجة أن حبيبتهُ «أم العُلا» شكّت في عزلته وانشغاله عنها..
تُعاتبني أُم العُلا وهيَ تَعلمُ … لماذا أَنا مُرُّ المزاجِ.. مُحطّمُ
تَشكُ بأَسفاري وصَمْتِي وعُزْلتي … يقولونَ: غاليكِ العزيزُ مُتيَّمُ
تضيفينَ ناراً للتي بَينَ أَضْلُعي؟ … وهَلْ مِثلُكِ أَغلى لديَّ وأكرمُ
كفاني أَسى.. كُوني مَعي يا حبيبتي … فما أنا مَنْ يُخفي الغرامَ ويكتمُ
ولكنَّ حَرباً يا ابنةَ العِزِّ شَنَّها … عَليَّ ذوو القربى عفا اللهُ عنهمُ
قريبٌ ومنفيٌّ.. هَزارٌ وأَخرسُ … عَزيزٌ ومَنْسيٌّ مُقالٌ وحاكمُ
بكاءٌ ولا دمعٌ.. جراحٌ ولا دمُ … ظلامٌ ولا فجرٌ… وقلبٌ مُهشّمُ
أَمينٌ على أهلي.. صبورٌ على الأَذى … ولستُ بذي حقدٍ ولا أَنا أَظلمُ
وما أنا ممّنْ يَغلبُ الغيظُ عَقلَهُ … فيقسو على إِخوانِه حينَ يُظلمُ
صَفوحٌ سَموحٌ.. بابُ قلبي مدينةٌ … وترحيبتي عرسٌ وفي القلبِ مَأْتمُ
وإني وإنْ منعَ الخصامُ لقاءَنا … إذا ضامكم ضيمٌ مع الفَجرِ قادمُ
عجبتُ لأحرارٍ أطاعوا ظنونَهمْ … وأغوتهمُ الأفعى فباعوا أخاهمُ
وقد جرحوا قلبي بتمريرِ فتنةٍ … وتهويلِ وعّاظٍ دواهُمْ جَهنمُ
دهاليزُ وعّاظِ السلاطينِ وَعْرةٌ … فكمْ ضَلّلوا شملاً رصيناً وحطّموا
يغارونَ من حبِ الجميع لصُحبتي … وإني صديقٌ للجميعِ وخادمُ
يَعدّون إِحساني إلى الناس غايةً … إلى مغنمٍ خافٍ.. ولكنْ توهموا
يَقولونَ ما تخفي سواهُ صدُورهمْ … أَنا الواضحُ الصافي البسيطُ فمنْ هُمُ؟
لنا اللهُ يا أَمَّ العُلا وهو حَسبُنا … فها هوَ إبليسٌ وها هوَ آدمُ
ومَنْ عاش مظلوماً على الأهلِ صابراً … لهُ الله أهلٌ والجراحُ تمائمُ